السـيرة الـذاتيــة :
بدأ الأستاذ/ محمد جباري دراسته في الكتاتيب ليدخل المدرسة الشمسية ثم انتقل إلى جبلة يدرس عند علماء الفقه الزيدي وعلى الشافعية سنتان ليعقد مقارنة بين المذهبين.
ولما استكمل ما يريده رجع إلى صنعاء والتحق بالمدرسة العلمية لـست سنوات ولما شعر أنه لم يكتسب الجديد. سافر إلى القاهرة وهناك أكمل دراسته الابتدائية والثانوية وذلك خلال فترة 16 شهراً فقط.
بعد ذلك التحق بالجامعة لتحقيق رغبته في دخول كلية الهندسة إلا أن عيناه بدأت تؤلمه كثيراً ذلك أنه كان شاباً طموحاً يحرص على التفوق والحصول على درجات عالية. 16 ساعة مذاكرة سببت له الم شديد في العيون فالتحق بكلية التجارة وعاد إلى اليمن 1960م ليكون خامس اقتصادي في اليمن وكان ذلك قبل الثورة بسنتين.
تعين محاسباً ثم مديراً مالياً بشركة الطيران اليمنية وكان أول من عمل ميزانية بالقيد المزدوج ” وتعني الميزانية الحديثة” عندما كانت بالطريقة القديمة.
خاض الحاج جباري عالم التجارة والاستثمار بثقة عالية وكان نموذجاً لرجل الأعمال العصري الذي يعرف ما يريد ولا ينقصه الخبرة بعالم السوق ذلك أنه أسس مع البيضاني أول بنك في اليمن وهو البنك اليمني للإنشاء والتعمير وشغل نائب رئيس مجلس الإدارة لست سنوات متتاليات أكسبته خبرة عالية أسس خلالها عديد شركات ومؤسسات هي اليوم عملاقة.
ليدخل منعطف جديد في حياته فالرجل كونه هاوياً لتأسيس الشركات وطموحه لم يقف عند تأسيس الشركات العامة والخاصة.
فشركة الكبريت الوطنية، وفندق شيراتون، وشركة الأدوية، والشركة اليمنية للتجارة الخارجية، هي جزء من شجرة المشاريع التي كان يحلم بتحقيقها ثم يأتي تأسس البنوك الإسلامية فيما بعد ومنها بنك سبأ الإسلامي.
قصته مع إنشاء البنوك الإسلامية في اليمن :
الحكومة اليمنية لم تنجح في جمع الأموال الفائضة ” إنه عنوان لواحد من تقارير عدة كان يصدرها البنك الدولي سنوياً عن السياسية الاقتصادية في اليمن، ونصح التقرير حينها الحكومة اليمنية بالموافقة على إقامة ” البنوك الإسلامية”.
بالنسبة لرجل اقتصادي بحجم الأستاذ / محمد عبد الوهاب جباري، بدت الفكرة جيدة ويجب استغلالها. حينها حدث نفسه : ” لقد جاء الفرج من اليهود والنصارى.” لطالما أرقته فكرة تأسيس بنوك إسلامية في اليمن ولكم اتعبته لا مبالاة مسئولي الحكومة وصرف النظر عن الفكرة.
لقد يأس كثيرون، لكن الرجل الذي عين وزيراً للاقتصاد مرتين، أثناء حكم الرئيس إبراهيم الحمدي في منتصف السبعينات، وفي عهد الرئيس علي عبد الله صالح لم ييأس. وعلى الفور ترجم جباري تقرير البنك الدولي ورفعه للرئيس. يقول جباري: ” لقد تأثر الرئيس علي عبد الله صالح كثيراً عندما أخبرته أن المسئولين يحولون دون إقامة بنوك إسلامية وأعلمته بنيتي فتح بنك إسلامي، هو الآن واحد من البنوك الإسلامية المتواجدة في البلد.”
ودون أن تخنه الذاكرة رغم تقدمه الكبير بالسن، يروي جباري الأحداث بالتفصيل بدءً من علاقته برجل الأعمال صالح كامل، الذي أبدى استعداداً تاماً للاستثمار في اليمن، شريطة أن يكون التمويل عبر بنوك إسلامية، وقصة شوائل ( الفلوس ) التي أحضرها عدد ممن رغبوا بالمساهمة حال سماعهم عن فكرة بنك إسلامي في اليمن.
بعد إكماله للمراحل الثانية بمصر عاد إلى اليمن، كان ذلك قبل قيام ثورة 26 سبتمبر بعامين، وكان يعد خامس اقتصادي في اليمن. لقد كان معجباً بأحد الاقتصاديين في مصر وهو رجل الأعمال طلعت حرب وبمشاريعه الاقتصادية التي فاقت حينها الـ34 مشروعاً لد كانت تلك المشاريع شجرة اقتصادية كثيرة الفروع، كان جباري يأمل أن يكون لها فرع مبكر في اليمن.
يقول جباري: ” ناقش المسئولون الموضوع أسبوعاً كاملاً حتى صرفوا النظر عنه، وخاصة بعد ما علموا موافقة الرئيس. ولأني ممن حضر اجتماع الإصلاح في ترشيح الوزارات الممنوحة له حينها، توليت وزارة التموين والتجارة. فاستكملت الإجراءات ودعوت التجار وقلت لهم تقدموا لنمنحكم الترخيص ونسهل لكم الإجراءات. غير أننا لم نستطع أن نوفق بينهم لتقديم طلب تصريح واحد لبنك واحد يمكن أن يكبر في المستقبل.
غير أن أحدهم تقدم وكان قد أنجز مسألة العقد والنظام الأساسي باسم البنك الإسلامي اليمني للاستثمار والتمويل، ثم اتصلت بعبد الجبار هائل سعيد، فجاء وقطعت له الترخيص باسم مصرف اليمن حينها، ليعدل السام بعدها ويصبح بنك التضامن الإسلامي حالياً.”
ويضيف: ” بعدها أقر مجلس النواب قانوناً عاماً للمصارف الإسلامية يستقى منه النظام الأساسي لكل بنك إسلامي يفتتح في اليمن.”
لقد اكتسب الرجل خبرة إدارة البنوك وإنشاء مجلس إدارة البنك اليمني الذي كان إنشاؤه من أفكار د/ البيضاني. ” لقد بذلنا ـ يقول جباري ـ جهداً كبيراً حتى أخرجنا البنك إلى الوجود. وهو أول بنك أنشئ في اليمن. وأول بنك تولى إصدار أول عملة.”
ويضيف جباري: ” بقيت في البنك لمدة ست سنوات، ثم تركته. كانت عندي هواية تأسيس الشركات. حيث أنني وأثناء العمل في البنك أسست شركة التبغ والكبريت الوطنية التابعة للبنك وشركة الأدوية.”
..يتبع..،
للذهاب للحلقة الثانية من ←( هنا )